بدأتْ ملامح الفرز للحركة السياسيَّة المصريَّة تظهر سريعاً، وكلّ طائر راح يتعرَّف على سربه ويلتحق به. وهذا طبيعيّ ويحدث دائماً في كلّ التحوّلات الثوريَّة؛ لذلك، أعتقد أنَّ "الإخوان" وظلالهم من "المش إخوانيين" سينسون قريباً كلّ ما قالوه عن البرادعيّ مِنْ مقذع القول؛ وربَّما يصبح البرادعيّ، مرَّةً أخرى، هو مرشَّحهم الوحيد للرئاسة، ليعود عبد الرحمن يوسف القرضاويّ (ابن مفتي الناتو ما غيره) ليكون منسِّق حملته الانتخابيَّة (أعني حملة البرادعيّ)، ويعود عصام العريان ليصفه (أعني البرادعيّ أيضاً) بـ"الشمعة التي أضاءت نفقاً مظلماً" ثمَّ يعود (اسمحوا لي بتكرار كلمة "يعود" كثيراً في هذا المقام؛ لأنَّها ضروريَّة هنا). أقول: يعود عصام العريان ليدعو "النخبة المصريَّة للعمل على بقاء هذه الشمعة (البرادعيّ) مشتعلة". أمَّا الدكتور رشاد بيّوميّ، عضو مكتب إرشاد "الإخوان المسلمين"، فيعود ليقول: "ارتباطنا بالبرادعيّ ارتباط مبادئ، حيث نرى أنَّ ما ينادي به جزء مِنْ آمالنا في الإصلاح السياسيّ وتحقيق الديمقراطيَّة". في حين يعود الدكتور محمَّد جمال حشمت، عضو مجلس شورى "الإخوان" ليقول: "إنَّ البرادعيّ أعطى آمالاً عريضة للشعب المصريّ في إمكانيَّة التغيير؛ لذلك من المهمّ الالتفاف حوله والتفاعل مع ما يطرحه". ويعود القياديّ "الإخوانيّ" صبحي صالح، ليدحض أقوال المشكِّكين، فيؤكِّد أنَّ البرادعيّ هو مرشّحهم للرئاسة؛ تماماً كما كان قد قال في أوائل نيسان 2011 في اجتماعٍ جماهيريٍّ حاشد في سوهاج، ويعود البرادعيّ ليردّ التحيَّة بأحسن منها؛ فيصف حركة "الإخوان المسلمين"، بانَّها "المعارضة الوحيدة الفعَّالة في مصر". ويقول أيضاً "إنَّ قادتها أوضحوا له أنَّهم لا يسعون إلى إيجاد دولة دينيَّة، ولكن دولة مدنيَّة تقوم على القيم الإسلاميَّة". وعندما قرَّر "الإخوان"، في اللحظة الأخيرة قبيل الانتخابات، ترشيح واحدٍ منهم للرئاسة، تنحَّى البرادعيّ جانباً ولم يرشِّح نفسه؛ لكنَّهم نسيوا تلك الواقعة (أو تناسوها) تماماً؛ فقالوا، في معرض هجومهم المكثَّف عليه مؤخّراً: كيف يصبح هذا الرجل نائباً لرئيس مصر المؤقَّت وهو لم يتجاوز في عدد الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسيَّة النصف مليون صوت! (وهذه ربَّما كانت المرَّة الأولى التي يحصل فيها رجل على نصف مليون صوت وهو لم يرشِّح نفسه).
بدأتْ ملامح الفرز للحركة السياسيَّة المصريَّة تظهر سريعاً، وكلّ طائر راح يتعرَّف على سربه ويلتحق به. وهذا طبيعيّ ويحدث دائماً في كلّ التحوّلات الثوريَّة؛ لذلك، أعتقد أنَّ "الإخوان" وظلالهم من "المش إخوانيين" سينسون قريباً كلّ ما قالوه عن البرادعيّ مِنْ مقذع القول؛ وربَّما يصبح البرادعيّ، مرَّةً أخرى، هو مرشَّحهم الوحيد للرئاسة، ليعود عبد الرحمن يوسف القرضاويّ (ابن مفتي الناتو ما غيره) ليكون منسِّق حملته الانتخابيَّة (أعني حملة البرادعيّ)، ويعود عصام العريان ليصفه (أعني البرادعيّ أيضاً) بـ"الشمعة التي أضاءت نفقاً مظلماً" ثمَّ يعود (اسمحوا لي بتكرار كلمة "يعود" كثيراً في هذا المقام؛ لأنَّها ضروريَّة هنا). أقول: يعود عصام العريان ليدعو "النخبة المصريَّة للعمل على بقاء هذه الشمعة (البرادعيّ) مشتعلة". أمَّا الدكتور رشاد بيّوميّ، عضو مكتب إرشاد "الإخوان المسلمين"، فيعود ليقول: "ارتباطنا بالبرادعيّ ارتباط مبادئ، حيث نرى أنَّ ما ينادي به جزء مِنْ آمالنا في الإصلاح السياسيّ وتحقيق الديمقراطيَّة". في حين يعود الدكتور محمَّد جمال حشمت، عضو مجلس شورى "الإخوان" ليقول: "إنَّ البرادعيّ أعطى آمالاً عريضة للشعب المصريّ في إمكانيَّة التغيير؛ لذلك من المهمّ الالتفاف حوله والتفاعل مع ما يطرحه". ويعود القياديّ "الإخوانيّ" صبحي صالح، ليدحض أقوال المشكِّكين، فيؤكِّد أنَّ البرادعيّ هو مرشّحهم للرئاسة؛ تماماً كما كان قد قال في أوائل نيسان 2011 في اجتماعٍ جماهيريٍّ حاشد في سوهاج، ويعود البرادعيّ ليردّ التحيَّة بأحسن منها؛ فيصف حركة "الإخوان المسلمين"، بانَّها "المعارضة الوحيدة الفعَّالة في مصر". ويقول أيضاً "إنَّ قادتها أوضحوا له أنَّهم لا يسعون إلى إيجاد دولة دينيَّة، ولكن دولة مدنيَّة تقوم على القيم الإسلاميَّة". وعندما قرَّر "الإخوان"، في اللحظة الأخيرة قبيل الانتخابات، ترشيح واحدٍ منهم للرئاسة، تنحَّى البرادعيّ جانباً ولم يرشِّح نفسه؛ لكنَّهم نسيوا تلك الواقعة (أو تناسوها) تماماً؛ فقالوا، في معرض هجومهم المكثَّف عليه مؤخّراً: كيف يصبح هذا الرجل نائباً لرئيس مصر المؤقَّت وهو لم يتجاوز في عدد الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسيَّة النصف مليون صوت! (وهذه ربَّما كانت المرَّة الأولى التي يحصل فيها رجل على نصف مليون صوت وهو لم يرشِّح نفسه).