سعود قبيلات ▣
|
جنود "إسرائيليون" في الجولان المحتلّ، يتابعون القتال في الجانب المحرَّر |
منذ مدَّة والعصابات المسلَّحة تشنُّ هجوماً واسعاً على
الجيش السوريّ في الجولان (مِنْ أين جاءت، يا ترى، ومِنْ أين مرَّتْ؟)، وقد استولت
في هذه الأثناء على نقطة «حدوديَّة» محاذية لقوّات الاحتلال، ورفعتْ علمها (العلم
الذي فرضه الانتداب الفرنسيّ على سوريَّة إبّان احتلاله لها) على بعد أمتار مِنْ العلم
«الإسرائيليّ» الموجود في القسم المحتلّ من الجولان! ثمَّ واصلت سيرها (أإلى الجولان
المحتلّ يا ترى؟). كلّا، بل إلى القسم المحرّر منه؛ ظهورها إلى قوّات الاحتلال
الصهيونيّ وبنادقها مصوَّبة نحو صدور الجنود السوريين!
ذلك، بالطبع، لأنَّ الجيش السوريّ «لم يطلق طلقةً واحدةً
في الجولان منذ أربعين سنة» (كما دأب على القول أنصار العصابات المسلَّحة التي قدم
أعضاؤها مِنْ أكثر مِنْ ثلاثة وثمانين بلداً، ومع ذلك، يسمِّيها الغرب وأتباعه و«إسرائيل»
«معارضةً سوريَّة»!)، وتريد، هي، أنْ تطلق تلك الطلقة التي لم تُطلَق.. بدلاً من
الجيش السوريّ!. وفي هذه الأثناء تنتظر «إسرائيل» متفرِّجةً إلى أنْ تتغلّب هذه «المعارضة» على الجيش السوريّ؛ ثمَّ تستدير نحوها وتصوِّب بنادقها
إليها!
يجب أنْ نستدرك هنا في ما يخصّ «إسرائيل»؛ إذ بينما هي تنتظر مسترخيةً إلى أنْ ينتصر هؤلاء المسلَّحون
على الجيش السوريّ ويستديروا نحوها، فإنَّه يطيب لها في هذه الأثناء أنْ تتسلَّى
بقصف الجيش السوريّ بصلياتٍ دقيقة التصويب مِنْ قذائفها، وتبرِّر ذلك دائماً
بالقول إنَّ قذيفتين (العدد دائماً قذيفتان وليس واحدة أو ثلاثة أو أربعة!) سقطتا
باتِّجاه قوّاتها! وتقول إنَّها «ستحمِّل
القوّات السوريَّة مسؤوليَّة أيّ قذيفة ستسقط في أراضيها» (أي في الجولان المحتلّ)، وبدافعٍ مِنْ إنسانيَّتها المعروفة، تخلي جرحى
المسلَّحين وتعالجهم في مستشفياتها، ولا يُستبعد أنْ يزورهم نتنياهو، بنفسه،
مرَّةً أخرى؛ كما كان قد فعل علناً قبل أشهر.
طيِّب! لماذا تحمِّل قوّات الاحتلال الصهيونيّ
المسؤوليَّة للجيش السوريّ، دائماً، وتقصفه بعد كلّ مرَّة تسقط فيها هاتان «القذيفتان»
المعهودتان في الجولان المحتلّ، ولا تقصف المسلَّحين وهم الأقرب لها.. مكانيّاً
على الأقلّ؟! هل قذائف الجيش السوريّ وحدها هي التي «تخطئ» فتتَّجه نحوها؟ ولماذا
لا «يخطئ» المسلَّحون أبداً؟!
إنَّه حلم «إسرائيل» الدائم بإقامة «جيش لحد» في الجانب المحرَّر من
الجولان. وبالمناسبة، نذكِّر بأنَّها كانت تسمِّي جيش لحد، ذاك، «جيش لبنان الحرّ»!