وجبة
جديدة من الإحصاءات عن حال الاتحاد الأوروبي تدل على تدهور الأزمة.
حيث
ذكرت وكالة يوروستات معلومات عن انخفاض في مبيعات التجزئة لشهر تموز/يوليو في
منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي بشكل عام مقارنة بشهر حزيران/يونيو. وهنا يشير
المحلل والكاتب بيوتر إسكنديروف إلى أن المؤشر الاقتصادي هذا هو واحد من أهم
المؤشرات التي يتم الاعتماد عليها داخل الاتحاد.
يفسر
الاتحاد الأوروبي بحذر على أن هذه الأزمة هي بسبب "حرب العقوبات" التي
تشنها واشنطن وبروكسل ضد روسيا، وهذه هي الحقيقة في واقع الأمر. فقد وجهت الضربة
الرئيسية للجولة الجديدة ضد قطاع الأغذية، الذي سجل مؤشرات منخفضة في نشاط
التداول، وصل أوجه في مالطا وبولندا والنمسا وبلجيكا. وإذا كان الخبراء سابقاً
يتوقعون نمواً في مبيعات التجزئة في قطاع الأغذية على أساس سنوي، فقد تم الآن
إعادة النظر بالتوقعات في الاتجاه المعاكس. وتتوقع وكالة يوروستات أن حجم مبيعات
المواد الغذائية في عام 2014 ستنخفض في منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي بشكل عام.
وإذا ما تم النظر إلى هذه الأمور بشكل عقلاني فإنه يبدو أن هناك استنتاج طبيعي،
يكمن في ضرورة البحث عن "محركات النمو" لإعادة النظر في سياستهم التي
تتمتع بقصر النظر ومحاولة للعودة إلى السوق الروسية، قبل أن يحتله آخرون من الدول
المنافسة في القارات الأخرى.
ومع
ذلك، فإن الضعف الجيوسياسي لبروكسل ينعكس بشكل واضح من خلال التوجه المعاكس لكل ما
هو عقلاني. ففي الوقت الذي يقوم فيه خبراء الاتحاد الأوروبي بحساب الخسائر، يؤدي
كثير من القادة الأوروبيين التحية، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، ويعلنون عن
استعدادهم لتنفيذ أوامر "صقور الحرب" في الولايات المتحدة. فقد انهالت
المبادرات العدوانية المناهضة لروسيا من الدول الغربية عشية قمة الناتو في نيوبورت
الويلزية بشكل عجيب. فمن جهة هناك اقتراح يتضمن نشر سرب للقوات الجوية الأمريكية
في القاعدة البحرية في إستونيا، وإعادة توجيه منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي في
رومانيا لتتبع الصواريخ الروسية، وتسليم الأسلحة المباشر إلى السلطات في كييف،
ونشر خمس قواعد عسكرية جديدة لحلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية، وغيرها الكثير
من المشاريع العسكرية الباهظة.
مصدر
الغالبية العظمى لهذه المشاريع من أصل أميركي. وهنا يبدو المنطق الاقتصادي واضح،
وهو تعزيز موقف الولايات المتحدة في المنطقة المهمة استراتيجياً على حساب
الأوروبيين. خاصة وأن اقتصاد الولايات المتحدة ينمو بشكل ملموس على عكس الاقتصاد
الأوروبي. ويتعين على الاتحاد التكيف مع الاتجاهات الجديدة في الاقتصاد العالمي،
ولهذا فهو بحاجة إلى نماذج جديدة، والأهم من ذلك حاجته لأشخاص جدد. اليكم ما يقوله
ميخائيل الخازن رئيس الشركة الروسية "نيوكون" للاستشارات الاقتصادية،
خلال مقابلة مع إذاعة صوت روسيا:
لتنفيذ
تغييرات فعالة من الضروري أولاً وقبل كل شيء تغيير النموذج نفسه. لكن الأوساط
الحاكمة القديمة لا يمكنها الموافقة على ذلك لأن ممثليه سوف يخسرون الكثير. علاوة
على ذلك، لا يمكنها التخلي عن نهجها. فالتغييرات التي يشهدها الاقتصاد اليوم هي
جدية للغاية، ولكي يتم مواكبة الركب لا بد من أشخاص جدد.
وفي
الوقت الذي يمارس فيه حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي العنتريات، يتقدم
المنافسون بنشاط من القارات الأخرى ليحتلوا مكانتهم على الصعيد الاقتصادي والتجاري
في روسيا. فالأزمة الأوكرانية عاجلاً أم آجلاً سوف تنتهي، ولكن مع من سوف يبقى
الاتحاد الأوروبي- مع المقاتلات الأميركية؟
موقع
«صوت روسيا»
4
أيلول (سبتمبر) 2014