سعود قبيلات ▣
وصلتْ
إلى أعضاء رابطة الكتّاب الأردنيين، من الهيئة الإداريَّة للرابطة، الرسالة
التالية:
|
ابن الذيب |
«تعقد
في رابطة الكتاب الأردنيين، يوم الأحد 23 تشرين الثاني 2014، ندوة بعنوان (أدب الطفل
في قطر)، يقدمها الدكتور محمَّد مصطفى سليم، عضو لجنة الأمناء لجائزة الدولة لأدب الطفل
في قطر، فيما يقدم الدكتور وليد الحديثي، الخبير الثقافي في وزارة الثقافة القطرية،
ندوة بعنوان (تحديات الكتابة في واقع متغير)، كما سيتم تسليط الضوء على جائزة الدولة
لأدب الطفل في قطر، ومحاورها العديدة.»
وكردّ
فعل طبيعيّ على هذه الحادثة الدراماتيكيَّة المؤسفة، فإنَّ ثمَّة أسئلة عديدة مشروعة
يطرحها كثيرون الآن، ومنها: مِنْ أين دخلت وزارة الثقافة القطريَّة إلى الهيئة
الإداريَّة لرابطة الكتّاب الأردنيين؟ وكيف؟ ولماذا؟
ثمَّ
أيّ ثقافة، هذه التي ستقدّمها وزارة الثقافة القطريَّة، سوى ثقافة القتل والإرهاب
والتكفير والفكر الظلاميّ الانحطاطيّ، التي نرى آثار فعلها الإجراميّ في سوريَّة
ومصر وتونس وليبيا وسواها؟
وهل
ستسأل الهيئة الإداريَّة لرابطة الكتّاب الأردنيين ضيوفها من الجهاز الثقافيّ
القطريّ الرسميّ عن الشاعر القطريّ محمّد بن راشد العجميّ (ابن الذيب) المحكوم
بالسجن 15 عاماً، حكماً نهائيّاً غير قابل للاستئناف (بعد حكم أوّلي بالمؤبّد)،
بسبب قصيدة انتقد فيها سياسات أمير قطر السابق؟!
وأيّ
«واقع متغيّر» هذا الذي سيتحدَّث عنه «الخبير في وزارة الثقافة القطريَّة»؟ هل هو الواقع
المتأسِّس الآن على نشر (ودعم) الإرهاب والقتل والتخريب والتدمير والتكفير والفكر
الظلاميّ والدعوات المذهبيَّة والطائفيَّة التفتيتيَّة في عددٍ من الدول
العربيَّة؟
الحقيقة
أنَّ «زبدة» الكلام هي في الكلمات الأخيرة مِنْ رسالة الهيئة الإداريَّة للرابطة: «كما
سيتمّ تسليط الضوء على جائزة الدولة لأدب الطفل في قطر، ومحاورها العديدة.»؛ فمن
المعروف أنَّ الوسيلة الوحيدة لدى قَطَر لممارسة دور «ثقافيّ»، وللتأثير على مواقف
المثقّفين العرب وتوظيفها في إطار مشروعها التدميريّ الظلاميّ المكرّس لخدمة
الإمبرياليَّة الأميركيَّة والصهيونيَّة العالميَّة، هي المال، المقدَّم على شكل
جوائز، ومنابر «ثقافيَّة»، ومؤتمرات «ثقافيَّة»، وتلميع إعلاميّ.. الخ. والحقيقة،
أنَّها نشطة جدّاً في هذا المجال. فهل يدرك الزملاء في الهيئة الإداريَّة للرابطة
بأنَّهم، بخطوتهم الغريبة هذه، يضعون أنفسهم في موضع «الوسيط» أو «المحلِّل» بين
المال القَطَريّ وبين بعض المثقَّفين الذين لا مانع لديهم مِنْ توظيف «قوّة عملهم
الثقافيّ» في خدمة السياسة الرسميَّة القَطَريَّة؟
نعرف،
بالطبع، أنَّ ثمَّة من المثقَّفين مَنْ لم يحتج إلى مثل هذه الوساطة ليفعل ذلك،
ولكن، الآن، بعد هذا الموقف المؤسف للهيئة الإداريَّة للرابطة، أصبح بإمكان هؤلاء،
وسواهم، أنْ يزعموا بأنَّ ختم الرابطة موجود على صكوك «عملهم».